• logo ads 2

مجدي يعقوب.. أسطورة القلوب في سطور

alx adv
استمع للمقال

طبيب بدرجة إنسان، حفر مكانه داخل قلوب المصريين فنال وسام “ملك القلوب” وفارس الإنسانية طبيب وجراح القلب المصري العالمي، الذي لا ينام إلا أربع ساعات في اليوم، ويظل يعمل جاهدًا طوال اليوم لإنقاذ قلوب مرضاه من التوقف، فأصبح يعقوب آثر القلوب وأسطورة الطب العالمي.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

حكاية الدكتور مجدي يعقوب مع جراحة القلب بدأت عام 1957، عندما تخرج من كلية الطب بجامعة القاهرة، وقرر أن يتخصص في أمراض وجراحة القلب، وذلك بعد وفاة إحدى قريباته، وكانت تبلغ العشرين من عمرها نتيجة لمرض في القلب، وبعد عمله بمستشفى طب قصر العيني كطبيب مناوب لفترة، قرر السفر إلى بريطانيا لكي يكمل دراسته.

عمل يعقوب بمستشفى الصدر بلندن عام 1962، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين بمستشفى هارفيلد، وفي عام كان حلم يعقوب قد بدأ في التبلور، عندما بدأ مستشفى هارفيلد برنامجًا متكاملًا لتطوير زراعة القلب المفتوح بقيادة الدكتور مجدي يعقوب.

 

أول عملية لزراعة القلب في العالم

وأجريت أول عملية لزراعة القلب في العالم في هذا العام، ومع نهايات القرن العشرين كان الفريق الطبي الذي يقوده يعقوب قد أجري نحو 1000 عملية، وحققت مستشفى هارفيلد المركز الأول على مستوى العالم في جراحات القلب المفتوح وزراعة القلب بفضل الدكتور مجدي يعقوب.

كان يعقوب يشعر بالسعادة عندما أجري عملية نقل قلب ناجحة للمريض دريك موريس عام 1980، وعاش دريك حتى عام 2005، بفضل عملية زرع القلب ليحصل على لقب أكثر مرضي القلب بقي على قيد الحياة بعد عملية زرع القلب.

وبالرغم أن الانجليز قد استقبلوا مجدي يعقوب باستهجان بعد تخرجه قائلين “انت جاى هنا تعمل إيه”، حسب أحد الحوارات الصحفية، لكنه بسبب جهده ونبوغه حصل عام 1991 على لقب السير من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية وهو أعلى الألقاب البريطانية، كما حصل على وسام الفارس عام 1992. ليصبح أسطورة الطب في العالم، وذلك اللقب منحته له أمريكا.

لم تكن الألقاب العالمية التي منحت للدكتور مجدي يعقوب كافية لتروي ظمأه، أو تشغله عن حلمه الذي امتد طوال 25 عامًا، والذي كان يتمني تحقيقه في وطنه الأم مصر، وكان يتمثل في إنشاء مركز لعلاج قلوب المصريين على درجة عالية من الكفاءة، واختار أن يقيم حلمه فوق أرض محافظة أسوان، أقصى صعيد مصر حيث تمتد أصوله.

كان ليعقوب نصيب من الأرقام القياسية. في العام 1983، قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزي يُدعى جون مكافيرتي، لتُدخله تلك الجراحة إلى موسوعة جينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول مدة 33 عامًا، كما أجرى عملية جراحية لأشهر صناع الكوميدية البريطانية إريك مور كامب.

 

مشوار طويل في خدمة العلم والإنسانية

 

مشوار طويل في خدمة العلم والإنسانية كان على موعد مع تتويج آخر. في العام 1992، استقبلت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، الجراح المصري صاحب الجنسية البريطانية، في بلاطها الملكي، منحته لقب “فارس الإمبراطورية”، ليصبح اسمه مسبوقًا بكلمة “سير”، بينما ناداه الإعلام البريطاني بـ”ملك القلوب”.

مسيرة طويلة في شفاء القلوب، لم تخل لسنة من نجاح وحيد، حصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من الجامعات البريطانية برونل، كارديف، لوفبرا وجامعة ميدلسكس.

العمر يتقدم بالجراح الشهير، اتخذ قراره باعتزال العمل في العام 2006، إلا أن قلبه الذي نبض بشفاء المرضى لعقود، دفعه تغيير قراره في لحظة تحتاج لجراحة مُعقدة، عندما طُلب منه انتزاع قلب مزروع في مريضة بعد أن شُفي قلبها الطبيعي، فما كان منه إلا تلبية النداء.

لم تكن فعلته مرهونة بمُقابل، غير أن التفاني منحه شرفًا جديدًا. في الحادي عشر من أكتوبر بالعام 2007، مُنح السير مجدي يعقوب جائزة “فخر بريطانيا”، بحضور رئيس الوزراء في حينها جوردون براون، وهي جائزة تُمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء.

 

قلادة النيل العظمى

 

سافر يعقوب إلى مصر، قابله احتفاء من أهلها، ووصل إلى سلطاتها العليا. في الـ6 من يناير بالعام 2011، صدق الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على قرار جمهوري بمقتضاه تُمنح “قلادة النيل العظمى” إلى السير مجدي يعقوب، تقديرًا “لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب”، وقد استلمها بنفسه في حفل خاص أُقيم على شرفه.

عاد يعقوب إلى بريطانيا، استمر في عمله بجراحة القلوب المريضة، لم يوقفه كبره في السن عن واجبه في إنقاذ قلوب تنتظر الشفاء، حتى حظي في العام 2014 على وسام جديد في “الاستحقاق الرفيع”، والذي تسلمه من الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام.

في الوقت الحالي، يُطيل يعقوب وجوده في مصر، يُتابع العمل داخل مؤسسة “مجدي يعقوب للقلب”، والتي تتلقى التبرعات من أجل قلوب مصرية خالية من المرض.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار