• logo ads 2

علاء عبد الحسيب يكتب: «إعلام سوهاج» يدق جرس الإنذار الأخير !

استمع للمقال

 

المهنيون غابوا عن المشهد، واحتل مكانهم أصحاب الحظ والعلاقات والأشياء الأخرى، غاب التحديث عن التعليم بالمدارس والجامعات، وعجزت المناهج عن مواكبة الثورة الرقمية، فصار المحتوى متواضع، ومحاولات التطوير مرفوضة، والقادة غير مدربين على فنون المعركة.

اعلان البريد 19نوفمبر

الخطر طال مملكة الإعلام، فتوقفت «صاحبة الجلالة» عند مرحلة انتقالية هشة، فهي لم تزل تؤدي رسالتها السامية بالشكل المطلوب كما عهدناها وتعلمناها، ولا دخلت طور الرقمنة والتحديث المهني المطلوب، رغم إندلاع “الثورة” !.. ثورة الرقمنة التي غيرت ملامح العالم.

إنشغل إعلامنا بنشر القبح، استقطع وقته في تسليط الضوء على التفاهات وتصديرها للرأي العام، فقد اكتشف أن الوعي في مصر “قطعة صلصال”، يشكلها كما يشاء وفي أي وقت، تصدر الأقزام المشهد، وأصبح الخروج على الشاشة بالعلاقات، فهو المعيار الأول لبرامج «التوك شو» والكلام في السياسة والاقتصاد والأمن القومي والعلاقات بين الدول أيضًا .

إنشغل إعلامنا بنشر ما يدور في غرف نوم المشاهير، صدر للمشاهد حكايات وقصص تنشر الفسق وتهدم ثوابت وقيم المجتمع، وبدلًا من أن يصدر للأجيال الجديدة قصص نجاح علماء وأدباء ومؤرخين وكتاب مصر، شارك في مخطط إفساد الذوق العام، تبني نشر ودعم قصص وحكايات “بيكا” و”شاكوش” وصناع «التيك توك»، غاب عن صناعة المحتوى الهادف، حتى ضيوفه ومصادره فاختيارهم هو “سد خانة”.

وباعتبار أن الإعلام في كل دول العالم أمن قومي، شريك رئيسي لمناهج التعليم في توعية وتثقيف الأجيال بالمعلومات والأحداث والتاريخ، مصدر أساسي لنقل الحقائق والملفات والقضايا، مناخ عمل آمن لأبنائه من المؤهلين والدارسين لمقرراته، مكان لأصحاب الكفاءات والخبرات، فإن غياب أي من هذه المعايير سيكون نتيجة طبيعية لتشويه عقول الأجيال، وتجاهل حق الوطن، وضحالة وعي المواطن، وتدني المستوى الثقافي للجمهور.

لفت انتباهي كلام نشره أساتذة الإعلام بجامعة سوهاج، الدكتور صابر حارص والدكتورة سحر وهبي على صفحات التواصل الاجتماعي، يرصدان فيه حقائق مؤلمة أثناء مشاركتهما في اختبارات قبول الطلاب الراغبين في الالتحاق بقسم الإعلام بجامعة سوهاج، مضمونها أن حصيلة الأجيال الجديدة من المعلومات العامة هي «صفر»، وهو ما يؤكد أن المناهج التعليمية التي صعدتهم إلى المرحلة الجامعية لم تؤهلهم لمواكبة الذكاء الاصطناعي الذي يعيشه العالم السنوات الأخيرة.

كلام الأستاذين هو جرس إنذار لتصحيح أوضاع وملفات عديدة في مصر، بداية من التعليم الذي يحتاج وبشكل عاجل لبرامج تأهيل الرأي العام على تقبل خطط التطوير المقترحة، زيادة حجم الإنفاق على البنية التحتية لدعم هذا القطاع الكبير، بدءًا من تأهيل المعلم، وتحديث المناهج وإقرار أنظمة تعليمية توافقية تتناسب مع تلك المرحلة.

إعادة ضبط المشهد الإعلامي في مصر، وتحرير الوعي المختطف من الدخلاء وغير المؤهلين، وتأهيل الأجيال من أبناء كليات وأقسام الإعلام على سوق العمل الجديد، وتطهير الشاشات من منتحلي المهنة، وتمكين أصحاب الخبرات والكفاءات لإدارة المشهد، تفعيل واحترام القانون الذي يجرم انتشار مواقع بير السلم حماية الأمن القومي من الشائعات، وتوفير مناخ عمل آمن للأجيال الجديدة، فالتعليم والإعلام وجهات لعملة التطوير الحقيقي والارتقاء الحقيقي بالوعي.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار