• logo ads 2

السفير محمد حجازي: مصر وفرنسا تتطلعان لوقف الممارسات التركية

alx adv
استمع للمقال

أوضح السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن زيارة الرئيس السيسي إلى باريس تأتي في توقيت شديد الأهمية في ظل أوضاع إقليمية متفجرة؛ لاسيما بسبب التصعيد التركي في المتوسط الذي كاد أن يقود إلى مواجهة مسلحة مع اليونان، مما زاد من التوتر في منطقة شرق المتوسط، مع تدخل سافر في ليبيا يعرقل جهود المجتمع الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار هناك.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وأكد حجازي في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الاثنين، أن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت تقاربا كبيرا واستراتيجيا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية البلاد، لافتا إلى تبني الدولتين كما هو معروف وجهات نظر متطابقة إزاء ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في شرق المتوسط وشمال أفريقيا ومواجهة الدور التركي المشبوه بالمنطقة.

 

وقف الممارسات التركية

وأوضح حجازي أن مصر وفرنسا تتطلعان لتحقيق أمن واستقرار المتوسط حتى تستفيد بلدانه من ثرواته ووقف الممارسات التركية التي امتدت استفزازاتها من شرق المتوسط بتنقيبها غير الشرعي عن الغاز في المياه الإقليمية لقبرص واليونان، إلى نشاط مشبوه أجج الصراع في ليبيا خاصة بعد نقلها المليشيات المسلحة والإرهابيين من مسرح العمليات في سوريا إلى ليبيا، مما هدد الأمن والوفاق الداخلي بالبلاد، الأمر الذي استدعى تحركا مصريا شاملا ممثلا في إعلان القاهرة وفِي فرض خط (سرت-الجفرة) كخط أحمر، ما ساهم في إطلاق عملية سلام متعددة الجوانب بين الأطراف الليبية، لافتا إلى المفاوضات السياسية والأمنية والعسكرية والدستورية الجارية التي قد تفضي في نهاية المطاف إلى استعادة ليبيا لمكانتها واستقرارها الأمني والسياسي ووحدتها الإقليمية.

مكافحة الإرهاب

وأشار إلى أن ملف مكافحة الإرهاب سيظل أحد الملفات الرئيسيّة المشتركة بين القاهرة وباريس، لاسيما في ضوء ما تعرضت له فرنسا من عمليات إرهابية مؤخرا، مضيفا أن البحث في هذا المجال سيمتد إلى ضرورة حظر التنظيمات الإرهابية، كما فعلت فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، وتحرك المجتمع الدولي لمحاصرة تلك الأنشطة المشبوهة وتجفيف منابع الإرهاب ومحاصرة داعميه، مشددا على ضرورة أخذ تلك الملفات والأدلة إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار وبيان دولي حاسم وقاطع لإدانة الدول الداعمة للإرهاب على مرأى ومسمع الجميع، وعلى رأسهم تركيا وقطر، والتي تتاجران في الموت وتؤدي ممارستهما إلى زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة.

 

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، وارتباطا بالإرهاب التي عانت منه فرنسا مؤخرا وما صدر بشأن محاولة ربط الممارسات الإرهابية بالجاليات العربية والإسلامية مما يزيد من خطاب الكراهية وتوتير العلاقات بين الغرب والإسلام بل وبين أبناء الوطن الواحد.

ملف ربط الإرهاب بالإسلام

 

وأشار السفير حجازي إلى أن الأمر كان محل نقاش مهم بين الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون – خلال اتصال هاتفي في 2 نوفمبر الماضي – وكذلك أثناء زيارة جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا إلى القاهرة بعد ذلك، معربا عن اعتقاده بأن ملف ربط الإرهاب بالإسلام والإساءة المرفوضة للرموز الدينية ما يأجج خطاب العنف والكراهية، سيتم التطرق إليه في زيارة الرئيس السيسي لباريس، وصولا إلى الحقيقة أن الإسلام دين تسامح وسمو أسهم في صياغة الفكر البشري وحافظ على المبادئ الإنسانية الراقية، فضلا عن ضرورة استصدار قرار أممي ملزم يكشف ويدين الدول الممولة للإرهابيين.

القمة الأوروبية

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الوضع الإقليمي سيكون كذلك محل اهتمام الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي؛ خاصة في سوريا وليبيا والخليج، والعملية السياسية في لبنان ، بجانب مخالفة تركيا لقواعد حسن الجوار ومبادئ القانون الدولي خاصة في شرق المتوسط والتي ينبغي وقفها، منوها في هذا الصدد بالحديث عن حزمة عقوبات أوروبية مرتقبة سيتم بحثها خلال القمة الأوروبية في ٩ ديسمبر الجاري المقترحة ضد تركيا.

 

وتابع مساعد الوزير الأسبق، أن قضايا السلم والأمن في المنطقة ستكون – بلا شك – على رأس أولويات زيارة الرئيس السيسي إلى فرنسا خاصة القضية الفلسطينية التي تعد محور الاستقرار في الشرق الأوسط؛ خاصة عقب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقاهرة والتوافق حول أهمية التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إطلاق عملية سلام محددة الأهداف والإطار الزمني ووفقا لقواعد القانون الدولي لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية.

إطلاق عملية سلام

وشدد حجازى، على أن مصر وفرنسا – بوصفهما مراكز للاستقرار الإقليمي – مصر في المنطقة العربية والأفريقية، وفرنسا في محيطها الأوروبي- سيكون لهما دور في السعي من أجل إطلاق عملية سلام ذات معنى والتواصل مع جميع القيادات بالمنطقة بما فيهم القيادة الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف الذي سيخدم الجميع ويفتح آفاق أوسع لعلاقات إقليمية تحقق الأمن وتعزل القوى التي تعبث في الاستقرار الإقليمي وتؤدي لتوتير العلاقات بين الدول، في إشارة إلى الدور التركي والإيراني بالمنطقة.

 

أما الملف موضع الاهتمام الدائم في كل الزيارات الخارجية للرئيس السيسي، فأكد السفير محمد حجازي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص في كل زيارته الخارجية على تقديم مصر كفرصة استثمارية واعدة، مضيفا أن مصر وفرنسا يجمع بينهما العديد من القواسم المشتركة منذ عقود سواء من خلال شراكتهما عبر المتوسط أو اهتمامهما المشترك بالقارة الأفريقية وأمنها واستقرارها، وكذلك التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

المنظمة الفرنكوفونية

ووصف حجازي العلاقات المصرية الفرنسية بـ”التاريخ الحافل من التفاعل الثقافي المشترك”، بالإضافة إلى شغف الشعب الفرنسي بالحضارة المصرية الفرعونية القديمة وشراكتنا مع فرنسا في المنظمة الفرنكوفونية والتي قدمت لها مصر سكرتيرها العام الراحل الدكتور بطرس بطرس غالي.

 

وشدد حجازي على العلاقات الأمنية الاستراتيجية التي تجمع بين القاهرة وباريس، حيث تعد فرنسا من أهم مصادر التسليح للجيش المصري بجانب التدريبات المشتركة البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين حيث إن لفرنسا مشروعات كبرى بمصر مثل مشروع مترو أنفاق القاهرة والقمر الصناعي (نايل سات) وشبكات المحمول وعشرات من المشروعات والاستثمارات الأخرى التي تقدر بحوالي 4 مليارات يورو في العديد من المجالات من بينها الزراعة وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والبناء وتنقية وتحلية مياه البحر والسياحة.

ميزان التصدير والاستيراد

ولفت مساعد الوزير الأسبق إلى وجود توازن إلى حد ما في ميزان التصدير والاستيراد بين البلدين؛ حيث تصدر مصر إلى فرنسا البترول والغاز والأسمدة والملابس والخضار والفاكهة والسيراميك بينما تستورد القمح والحبوب والآلات الإلكترونية.

 

واختتم السفير محمد حجازي، بالإشارة إلى شراكة الدولتين في منتدى غاز المتوسط، والذي انتقل إلى منظمة المتوسط، معربا عن تطلعه لانضمام فرنسا للمنظمة؛ خاصة أنها تمتلك شركات عاملة في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المتوسط، موضحا أن أوروبا في عمومها ستكون من المستفيدين من غاز المتوسط لاسيما في إطار الروابط التي تجمع مصر بأوروبا أقرب القارات لنا تاريخيا وجغرافيا وثقافيا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار