• logo ads 2

حصاد 2022| «خبير» يتوقع نقص إنتاج الألبان خلال 2023.. ويطرح الحلول

alx adv
استمع للمقال

كشف الدكتور عاطف شريف، خبير الإنتاج الحيواني، عن التحديات التى واجهت قطاع الثروة الحيوانية والألبان فى مصر خلال 2022، وأهم الحلول المقترحة لتفادى الأزمة وعدم تكرارها خلال 2023، قائلًا أنه منذ بدء الإنتاج الحيواني في مصر علي المستوى الاقتصادي منذ حوالى 45 عاما ونحن نعتمد على الاستيراد بنسبة كبيرة، حيث مصر تستورد أكثر من 85% من مدخلات الإنتاج الحيوانى من الخارج، وعلى رأسها خامات الأعلاف.

اعلان البريد 19نوفمبر

 

وأضاف الدكتور عاطف شريف، أن في أوائل الثمانينيات القرن الماضى انبهرنا من إنتاجية الأبقار «الفريزيان» التي كانت تنتج آنذاك حوالى 25 لتر فى المتوسط في اليوم، وتم البدء فى استيراد تلك السلالة، وفتح عدد من المشروعات الكبرى، مع الاستمرار فى استيراد هذه السلالة، وبعد ذلك تم البدء فى تطويرها وراثيا، واستيراد السلالات المحسنة وراثيا التى تنتج كميات أكبر من الألبان تصل إلي 40 لتر فى المتوسط يوميا.

 

وأوضح خبير الإنتاج الحيوانى، أنه تم الاعتماد على الاستيراد بشكل كلى لسهولة الوضع، حتى تفاجئنا بالحرب الروسية الأوكرانية فى بدايات 2022 التى أثرت على العالم، واصبحت مصادر خامات الأعلاف الرئيسية غير متاحة بسهولة، فضلًا عن صعوبة توفير العملة الصعبة، مما أدى إلى الارتفاع الجنونى لكل مستلزمات العملية الإنتاجية بل و عدم توافرها فى الأسواق، فتعثر الإنتاج وبعض المربين تخلصوا من أعداد من حيوانات المزارع.

 

أهم معوقات الإنتاج الحيوانى خلال 2023

أشار الدكتور عاطف شريف، إلى أهم المعوقات التى تواجه قطاع الإنتاج الحيوانى خلال 2023، التى تنحصر فى عدم ضمان وسهولة تدفق مستلزمات الإنتاج من خامات أعلاف و الأدوية أو خامات تصنيعها محليا، فضلًا عن التحصينات الهامة وحتى العجلات العشار نفسها التى هى أساس انتاج الألبان، وذلك لعدم ضمان الأوضاع السياسية العالمية وعدم ضمان توافر العملات الأجنبية اللازمة للاستيراد.

 

وأكد خبير الإنتاج الحيوانى، أن فى بداية 2023 سنواجه نقص فى عدد الحيوانات المنتجة للحليب، نتيجة التخلص من جزء منها في أواخر 2022، وبالتالى نقص فى إنتاج الحليب سواء للمستهلك فى السوق المحلى أو ما يتم تصديره، وبالتالى عدم توقع تراجع سعر الحليب بالنسبة للمستهلك، بالإضافة إلى الإرتفاع الجنونى لأسعار العجلات العشار المستوردة الذى اقترب من 80 ألف جنيه للعجلة، ارتفاع أسعار خامات الأعلاف حتى مع بدء النزول التدريجى مؤخرا، نتيجة توافر خامات الأعلاف والدولار، وما تبذله الدولة من جهد للعمل على الإفراجات الجمركية، ولكن لا أتوقع أن تصل أسعار الخامات إلي ما كانت عليه فى مطلع 2022، وينطبق نفس الشئ بالنسبة للأدوية المستوردة أو الخامات التى تصنع محليا، أو التحصينات الضرورية المستوردة.

 

الحلول المقترحة للأزمة

 

اقترح «شريف»، أن تكون الحلول من خلال محورين متوازيين، أولها الحلول الفورية، وهى تخفيض نفقات الإنتاج داخل المزرعة قدر الإمكان التى يتحقق من خلال، حقن الأموال المهدرة فى المزرعة، مثل إهمال إدارة المزرعة فى النظافة الفائقة للحظائر مما يؤدى إلى حدوث حالات عرج والتهاب ضرع أكثر من النسب المسموحة مما يتطلب العلاج الباهظ أو التخلص من بعض أفراد القطيع، إهمال التنظيف البومى لأحواض الشرب و طاولات العلف مما يؤدى الى تراكم السموم الفطرية و الطحالب فيتسبب ذلك فى الانخفاض غير المبرر لإنتاج اللبن أو تسليمه بقيمة منخفضة.

 

وتابع: عدم تطبيق التحصينات بدقة فائقة و استعمال سن جديد لكل حيوان للحد من انتقال ما يمكن أن يكون من الأمراض فى بعض الحيوانات فى فترة الحضانة أو بإصابات تحت الإكلنيكية، الإهتمام بالمرحلة الإنتقالية (و هى 3 أسابيع قبل الولادة و 3 أسابيع بعدها) لتفادى حدوث حالات تؤدى إلى لتخلص من الحيوان أو ربما نفوقه مثل الكيتوزيس أو تحرك المعدة الرابعة أو نقص الكالسيوم الحاد أو لالتهابات الرحمية الصديدية، عدم الإهتمام بإرضاع السرسوب عقب الولادة مباشرة (خلال نصف ساعة) و بكميات كافية مما يسبب حدوث أمراض تؤدى إلى نفوق العجول.

 

وأكمل حديثة، عدم توفير الأدوية الفعالة حتى و إن كانت غالية القيمة، توفير خامات بديلة من الناتج المحلى فورا وبكميات مستدامة، التوسع فى إنتاج الأدوية البيطرية واللقاحات محليا وبجودة عالية حتى وإن زادت أسعارها لصعوبة استيراد الخامات للازمة للتصنيع، إيجاد أراضي زراعية خصبة بمساحات شاسعة خارج حدود الدولة بحق الانتفاع طويل لمدى (30 عام مثلا) و زراعة ما يلزم لإنتاج الالبان و اللحوم و الدواجن و الأسماك من خامات الأعلاف المعروفة و المستحدثة (خامات بديلة) مع وجود فائض للتصدير تستفيد منه الدولة و كذلك الدولة مالكة للأرض يكون لها حصة من دخل التصدير.

 

المحور الثانى: حلول على المدى المتوسط والبعيد

 

أشار خبير الإنتاج الحيوانى، إلى التوسع فى استصلاح الأراضي الصحراوية الممتدة شرق وغرب و جنوب البلاد بمساحات شاسعة وانشاء مصادر الرى، زراعة خامات الأعلاف وبدائلها المستحدثة فى الأراضى المستصلحة داخل البلاد بكميات تفى باحتياجات الإنتاج الحيوانى والداجنى والسمكى، البدء جديا في تطوير السلالات المحلية كمحاولة للاستغناء عن استيراد عجلات عشار من الخارج و يتطلب ذلك جهود جادة مكثفة من معاهد البحث العلمي يمكن أن تمتد لسنوات ( وهذا ما تم عمله فى الدول المصدرة للحيوانات عالية لإنتاج منذ عشرات السنوات ومنها على سبيل المثال “إيطاليا” التى حسنت الجاموس المصرى والهندى و الباكستانى فى خلال 50 عامًا، ونتج عن ذلك سلالة نلهث وراءها كدول أصلية متوطن فيها الجاموس العادى الذي تم تطويره في إيطاليا ونستورد منهم السائل المنوى لتحسين سلالاتنا المحلية الأصلية.

 

وأضاف الدكتور عاطف شريف، أنه يجب على الدولة تسهيل عملية الاستيراد و السماح لدخول مستوردين جدد حتى تخلق الروح التنافسية و تحد من الاحتكار، تكليف الدولة للمعاهد البحثية وخبراء الثروة الحيوانية بالتوسع فى إقامة دورات تدريبية عملية وعلمية مكثفة لشباب الخريجين من الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين وتكليف المزارع النموذجية باستقبال المتدربين ولو لمرتين في العام، تكون الدورة 15 يوما لكل دورة لخلق جيل جديد على علم بأصول التربية الحديثة والرعاية الصحيحة لحيوانات المزرعة.

 

واختتم قائلًا: «أود أن أؤكد على أننا يجب أن نخرج من هذه الأزمة بالقناعة، بأنه لابد أن نعتمد على أنفسنا فى إنتاج غذائنا والحد من الاستيراد، حتى لا تكرر الأزمة ونقص المعروض من أهم عنصران هما تناقص المعروض من الخامات وعدم توفر العملات الأجنبية «وهذا وارد تكراره مرات عديدة» أعجزتنا عن الاستمرار بسهولة فى إنتاج غذائنا الأساسى، لذلك يجب علينا التخطيط بجدية للتوقف عن الاعتماد على غيرنا فى توفير الغذاء الأساسي للإنسان المصرى العظيم بشكل مباشر أو غير مباشر.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار