مشروع تبليط هرم منكاورع، تسبب في جدل كبير عبر منصات السوشيال ميديا، ما بين استغراب وانتقاد، بل ووصل الأمر إلى حد السخرية، حيث وصف البعض المشروع بانه “محارة وتبليط الهرم” لتأجيره، ولكن، وعقب هذا وذلك وتلك، تم رفض المشروع من الأساس.
وقررت اللجنة العلمية العليا المشكلة لمراجعة مشروع ترميم و تبليط هرم منكاورع؛ بوقف المشروع ورفض إعادة تركيب الكتل الجرانيتية حول جسم الهرم، ليتم وضع الدكتور مصطفى وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، في مرمى نيران وسهام الانتقادات.
تبليط الهرم.. لماذ تم رفض المشروع؟
تسلم أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، التقرير الذي أعدته اللجنة العلمية العليا المشكلة برئاسة عالم الآثار ووزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس، وعضوية ستة من كبار العلماء والخبراء المتخصصين في مجالات الآثار والهندسة من المصريين والأجانب من الولايات المتحدة الأمريكية، وجمهورية التشيك، ودولة ألمانيا، لمراجعة المشروع المشترك بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة جامعة واسيدا اليابانية، والمقدم لإجراء أعمال الترميم المعماري لهرم منكاورع بمنطقة آثار الهرم.
واتفقت اللجنة بكامل أعضائها على عدم الموافقة على إعادة تركيب أي من الكتل الجرانيتية الموجودة حول جسم هرم منكاورع، وضرورة الحفاظ على حالة الهرم الحالية دون أي إضافات لما له من قيمة أثرية عالمية استثنائية، ويمكن الاستدلال على شكل الكساء الأصلي للهرم من خلال المداميك (الصفوف) السبعة الموجودة حاليا على جسم الهرم منذ آلاف السنين.
وأكدت اللجنة على أنه من المستحيل التأكد من المكان الأصلي والدقيق لأي من هذه الكتل الجرانيتية على جسم الهرم، كما أن إعادتها سوف يغطي الشواهد الموجودة لطرق وكيفية بناء المصريين القدماء للأهرامات.
تبليط الهرم.. مشروع «فنكوش» آثار ضجة ساخرة
من جانبه، قال عالم المصريات زاهي حواس وزير الآثار الأسبق، إن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بخصوص مشروع ترميم هرم منكاورع هو التسرع في إعلان المشروع.
وأوضح أنّ وزيري يتولى منصب الأمين العام للمجلس منذ ثماني سنوات وبالتالي لا يمكنه أن يُحدِث أي ضرر للآثار المصرية، متابعا: «إذا فعل مصطفى وزيري شيئًا يضر الآثار سنقف جميعًا ضده».
قال خلال تصريحات لبرنامج «كل يوم» مع الإعلامي خالد أبو بكر، المذاع عبر شاشة «ON E» مساء الخميس: «لا نستطيع أبدا ذبح مصطفى وزيري، ».
وأشار «حواس» إلى أن الضجة التي أثيرت حول المشروع ناتجة عن سوء الفهم، لا سيما في ظل إطلاق البعض مصطلح «التبليط»، مرجعًا رفض اللجنة العلمية إعادة تركيب الأحجار الجرانيتية الساقطة حول الهرم لعدة أسباب، أهمها: «ان هذه الحجارة جاءت من أسوان وغير مهذبة لتركيبها فوق الهرم».
كما أشار إلى أن المصريين القدماء عجزوا عن تركيبها، مؤكدا أنه لا يمكن لأيّ شخص في العالم أن يعرف مكان إعادة تركيبها لموضعها الأصلي، مضيفاً ان قوانين اليونسكو الدولية تمنع تغيير الشكل العام للأثر، لافتا إلى اعتراف أمين عام المجلس الأعلى للآثار بصعوبة إعادة تركيب الحجارة الجرانيتية الساقطة.
تبليط هرم منكاورع.. بداية القصة
فور اعلان المجلس الأعلى للآثار، خطته لإعادة تغليف هرم منكاورع بالجرانيت، شهدت منصات السوشيال ميديا، جدلا بين المصريين، بشأن حقيقة مشروع تبليط هرم منكاورع، أصغر أهرامات الجيزة، المعروف أيضا بهرم المنقرع،
وكشف المجلس الأعلى للآثار، برئاسة مصطفى وزيري، أن مصر بها 124 هرما، ووصف المجلس الأمر، بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم في القرن الـ21، خاصة انه يتزامن مع الافتتاح الوشيك والمرتقب للمتحف المصري الكبير، بسفح الأهرامات بمنطقة الرماية بمحافظة الجيزة.
تبليط هرم منكاورع.. مشروع القرن مع إيقاف التنفيذ
بدأ المجلس الأعلى للآثار، ممثلاً في بعثة اثرية مصرية يابانية مشتركة، في دراسة مشروع توثيق البلوكات الجرانيتية لهرم منكاورع، والتي كانت تمثل الكساء الخارجي للهرم بمنطقة الأهرامات لإعادة تركيبها مرة أخرى.
هذا المشروع عبارة عن ثلاثة خطوات، هي دراسة البلوكات الحجرية، رفع مساحي وليزر إسكان لهرم منكاورع، وثالثاً إعادة تركيب البلوكات لمكانها الاصلي.
منكاورع، هو الهرم الوحيد الذي يوجد له كساء خارجي من الجرانيت، ويوجد منهم 7 بلوكات فقط تقريبا، وبدأت البعثة المشتركة، في الوصول إلى الأرضية الأصلية للهرم، ومن المقرر ان يستمر مشروع دراسة توثيق البلوكات الجرانيتية للهرم، حوالي ثلاث سنوات.
تبليط هرم منكاورع.. ما هي خطة ترميم الهرم الأصغر؟
البعثة الأثرية المصرية اليابانية المشتركة، يرأسها كل من، الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور يوشيمورا ساكوجي.
هذه البعثة، تقوم بدراسة توثيق البلوكات الجرانيتية، التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع، والموجودة بمنطقة أهرامات الجيزة، وذلك تمهيدا لإعادة تركيبها.
وقتها، أكد المجلس الأعلى للآثار، أن هذا المشروع سيساهم في رؤية هرم الملك منكاورع لأول مرة كاملًا بالكساء الخارجي له كما بناه المصري القديم، لافتا إلى أن البولوكات الجرانيتية للكساء الخارجي للهرم كانت حوالي 16 بلوك، لم يتبقى منها حاليًا سوى 7 بلوكات فقط، وهو ما سيقوم المشروع بالعمل على دراستها وترميمها وتوثيقها وإعادة تركيبها.
وأعلن المجلس الأعلى للآثار، ان مشروع تبليط هرم منكاورع، سيتم تنفيذه على عدة مراحل خلال 3 سنوات، ليشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري وتوثيق وليزر سكان، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.