استمع للمقالمازالت حرب أكتوبر تخرج لنا سرارا من أسرارها، وتلقي بظلالها مهما اختلفت العصور والأجيال، نصر حققه جيل فريد، ومن هذا الجيل الجندي المقاتل عبدالجواد سويلم، الملقب بـ” الشهيد الحي”، حيث يسرد لنا كواليس مشاركته فى الحرب ميدانيا.
عبد الجواد هو أحد كان أفراد سلاح الصاعقة، وشارك في خوض حروب الاستنزاف بعد نكسة 67، مؤكدًا أنها كانت قوية ولم تكن تقل عن حرب أكتوبر، وأصيب ببتر في ساقيه.
وأضاف عبر مداخلة هاتفية ببرنامج “صباح الخير يا مصر”، المذاع على فضائية الأولى المصرية ، “أديت دوري كاملًا في حرب الاستنزاف، واستأنفت حرب أكتوبر بالرغم من إصابتي القاتلة”.
ولفت عبد الجواد سويلم، إلى أنه كان في إحدى العمليات خلف الحدود يوم 20 يوليو عام 1969 وكان العدو متفوقًا وكان يضرب المدارس والمصانع والمدن، لذلك رد عليه سلاح الصاعقة ردًا قاسيًا، حيث أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قراره بتدمير المناطق الإدارية الداخلية في سيناء، التي تمول جميع الأسلحة التي تستهدفنا.
وتابع عبد الجواد سويلم قائلا :”في 20 يوليو توكلنا على الله وتوجهت مع مجموعة صغيرة العدد من أبطال مصر وعددهم 19 بطلًا ومشينا 35 كم، وكل منا كان يحمل نحو نحو 60 كجم مواد ومتفجرة والأسلحة، وكل ذلك لمدة 7 ساعات، إلى أن وصلنا لهدفنا في الفجر، تحت قيادة قائد عظيم”.
واستكمل عبد الجواد سويلم :” الأفراد هجموا على الهدف ودمروا 11 مخزنًا تحت الأرض وقتلوا الحراسات الموجودة وأسروا قائد الموقع وهذا لم يكن في الخطة”، موضحًا أننا في طريق عودتنا إلى مكاننا، وقبل 11 كم، هاجمتنا طائرات العدو، وقتلنا طيارًا من 4 طيارين ودخلنا في معركة غير متكافئة، كانت الطائرة مرعبة وتهاجمنا بالقنابل والصواريخ والرشاشات، ولم يستطع طيار العدو أن ينال مني لمدة 5 دقائق بسبب قسوة تدريبات الصاعقة التي تعودت عليها، كنت أهرب منه لأن سيناء لم تكن محتلة واشتبكت معه بسلاحي لأنني أدركت أنه لن يتركني، كما أن أرض شمال سيناء مكشوفة وليست كجنوب سيناء، وفضلت الموت بكرامة، ولم يستطع النيل مني، فأشرت له بيدي اليمني التي كانت قد تعرضت للبتر، وقلت له لو راجل انزلي، فهم الإشارة وأطلق صاروخًا من الطائرة عليّ”.